معاق...يتيم...كفيف...

هؤلاء أشخاص يعيشون معنا .. حُرموا من إحدى نعم الله سبحانه وتعالى ..

ولكنه جل ّ في علاه لا يظلم أبدا ً .. حباهم الله بما هو خير ..

فهم ليسوا معاقين .. ولا شاذين عن بني البشر ..

لأن لهم إنجازات لم يستطع الأصحاء إنجازها ..

ولا يمكن أن نسمي أكثرهم معاق ..

لأن الإعاقة الحقيقة هي إعاقة الفكر لا الجسد ..

فأنا بفكري أبني الحياة .. وأنشئ المستقبل .. هؤلاء حقا أدركوا قيمة الحياة ..

أما سواهم من الأصحاء فقد عاثوا في الأرض الفساد ..

ونشروا الرذيلة وكانوا عالة على مجتمعهم ..

وكانوا معول هدم لا بناء ..

لو تفكرنا قليلا في حال هؤلاء لبكينا كثيرا على حالنا ..

فالكفيف .. لم يرى النور في حياته .. لا يعرف أهله ولا حتى نفسه ..

تخيل أنك لا ترى نفسك ..

ومع هذا أنجز وقدم لنفسه ومجتمعه مالم يقدمه هتلر في زمانه ..

المعاق .. لا يتحكم في تصرفاته إلا من رحم ربي ..

يستعين بكل من حوله حتى في أبسط الحركات ..

ومع هذا حقق البطولات .. وله في ميادين الفكر صولات وجولات ..

اليتيم .. فقد أعز ما يملك في الحياة .. أسرته ..

فلا بيت دافئ يحضنه .. ولا صدر حنون يحتويه .. ولا أب عطوف يلبي مطلبه ..

ومع هذا حقق النجاح تلو النجاح .. وتغلّب على انكساره ويتمه واحتل أعلى المراتب ..

ومع هذا كله يأتي من هو صحيح في بدنه .. خاو ٍ في فكره ..

فينظر إليهم نظرة إزدراء ..

وقد يرمي بكلمة لا يلقي لها بالا ً فيحطم آمالا كانت في داخله مكث سنونا يبنيها ..

ليته تعلم منهم التفاؤل .. وكيف يزرعون المحبة في الأرض لتزهر لنا علما وفكرا ..

والأدهى من ذلك عندما يمر بأهل ذاك المعاق فيقول عظم الله أجركم ..

أما مللتم من حمله ووضعه ..

نسي أن يقول كلمة شكر يطيب فيها نفوسهم ..

ودعوة لهم على ما بذلوه ..

وتذكيرهم بعظيم أجرهم على ما يبذلونه في سبيل تربيته ..

علينا أن نعيد النظر في حالنا .. وأن نكتشف إعاقاتنا ..

لأننا نحن المعاقون حقا ً ..

في الحقيقة لا أعلم لم كتبت هذا الموضوع ولكنه جاء وليد اللحظة فكتبته